الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة مجدي السميري ( مخرج «بوليس حالة عادية») أنا على يقين أنّ سلسلة بوليـس تحتل المرتبة الأولى أو الثانية

نشر في  22 جوان 2016  (11:32)

 رغم أنه لم يمض على التحاقه بعالم الاخراج التلفزي الكثير ورصيده مازال متواضعا مقارنة بكبار المخرجين، فان المخرج مجدي السميري تمكن من ادارة الرقاب اليه وشدّ الانتباه، ووصل الامر حدّ  تتويجه في المحافل العربية بعد نجاح مسلسل «ليلة الشكّ» وسلسلة  «بوليس حالة عادية»، ولئن اكتفى السميري هذه السنة باخراج الجزء الثاني من  «بوليس حالة عادية» الذي يبث على قناة التاسعة واخراج نسخة جزائرية من نفس العمل، فان هذا العمل لاقى نجاحا كبيرا بفضل الرؤية الاخراجية المتميزة اضافة الى ضمه لنجوم الكوميديا على غرار كمال التواتي ولطفي العبدلي والشادلي العرفاوي وغيرهم ..
حول هذا الجزء وبعض الانتقادات التي وجهت اليه واتهامه بالتحيّل على القناة الجزائرية وغيرها من المواضيع كان لنا هذا الحوار مع المخرج مجدي السميري.

كيف وجدت التفاعل مع الجزء الثاني من سلسلة «بوليس حالة عادية» مقارنة بالجزء الأول الذي لم يلاق نفس النجاح؟
الحمد لله لقد حقق الجزء الثاني من السلسلة نجاحا منقطع النظير حيث أصبح حديث الشارع التونسي، وأعتقد ان الجزء الأول لم ينل حظّه خاصة أن قناة التاسعة لم تكن معروفة كما هو الحال هذه السنة..
لكن الثابت ان هناك من لم تعجبه السلسلة؟
شخصيا وحسب ما لمسته من آراء مختلفة أؤكد لكم ان الانتقادات لا تتجاوز الـ1 بالمائة الى حدّ الآن.
لكن ورغم كل هذا التفاؤل وكل ما قيل، فان السلسلة لم تنجح في احتلال المراتب الأولى من حيث نسب المشاهدة مقارنة ببقية الأعمال الرمضانية؟
نسب المشاهدة لا تعنيني بالمرة، كما أنها لا تمثل الشعب التونسي، وشخصيا اعتبر هذه الاحصائيات مجرّد «بزنس» بين بعض القنوات واصحاب شركات سبر الآراء فاحتلال المراتب الاولى رهين من يدفع اكثر لهذه الشركات، وهذا الامر بات واضحا وجليا كما ان اللعبة اصبحت مفضوحة ولا تنطلي على المشاهد .
هل تقصد ان القنوات التلفزية هي من تتحكم في نسب المشاهدة؟
بطبيعة الحال، فبعض القنوات هي المسؤولة الأولى والمتحكمة في نسب المشاهدة، وأما عن سلسلة «بوليس» فأنا على يقين بأنها تحتل المرتبة الأولى او الثانية على اقصى تقدير .
هل تعني ان عملك كان ضحية شركات سبر الآراء وتم ظلمه؟
ما أؤكده هو أن «بوليس حالة عادية» ظلم، وعموما وكما اخبرتك نسب المشاهدة لا تعنيني وما يهمني هو رأي الشارع التونسي، حتى ولو اكدت شركات سبر الآراء أن بوليس لم يتجاوز الـ1 بالمائة من نسب المشاهدة ..    
لم توجه اتهامك على وجه الخصوص؟
جميعنا على علم بكون حسن الزرقوني المسؤول عن شركة سيغما كونساي على سبيل المثال هو موظف لدى قناة الحوار التونسي ويتقاضى اجرا مقابل عمله كمحلل في احدى برامجها، اذن من الطبيعي جدا ان يجعل من قناته الأولى من حيث نسب المشاهدة.
بغض النظر عن قناة التاسعة وانتشارها، لاحظنا تطورا كبيرا في الجزء الثاني سواء من الناحية التقنية او المحتوى مقارنة بالجزء الأول؟
هذا يعود حسب رأيي الى اننا اشتغلنا باكثر اريحية خلال هذا الجزء حيث لم يتجاوز طول الحلقة الواحدة في الجزء الاول ال16 دقيقة، في حين بلغت خلال هذا الجزء النصف ساعة، وهو ما جعلنا نشتغل اكثر على ابراز الشخصيات والاحداث ونجحنا في ايصال القصة كما يجب الى المشاهد ..
لاقت بعض الحلقات انتقادات كبيرة، حيث لاحظ المتابع اعتمادكم على بعض الايحاءات المبالغ فيها على غرار الحلقة التي تناولت موضوع «الفياغرا»؟
نحن لم نعتمد على ايحاءات أو «الغشة» كما ذهب الى ذلك البعض، بل قمنا بتهذيب بعض المفردات التونسية وبحثنا عن مفردات بديلة قصد ايصال المعلومة دون الالتجاء الى المباشراتية، مع العلم أن حلقة الفياغرا كانت الاكثر مشاهدة وحققت نجاحا كبيرا وهو ما لم ننتظره، حيث توقعنا ردود افعال عنيفة لكن التونسي تقبلها كما هي، وهنا نشير الى ان بعض الشبان باتوا يستعملون بعض المفردات التي اعتمدناها في «بوليس حالة عادية»  على غرار كلمة «كوالالمبور» وغيرها، بصفة عامة لقد اردنا ايصال بعض المعاني بطريقة لطيفة وغير مبتذلة ونجحنا في ما ذهبنا اليه ..
كما افيدكم بان مشاهد حلقة الفياغرا كنت قد كتبتها منذ 8 سنوات في إطار مشروع تخرجي وكان الموضوع تصوير إشهار للفياغرا في تونس.
لاحظنا أنكم رصدتم ميزانية هامة لهذا الجزء وهو ما أظهرته الحلقات التي صوّرت في الولايات المتحدة الامريكية، فماذا لو حدثتنا عن الميزانية وعن الرسالة المراد ايصالها من خلال تلك الحلقات؟
هناك فرق كبير بين ميزانية الجزء الأول والثاني من «بوليس حالة عادية» وما أستطيع تأكيده هو أن ميزانية هذا الجزء قدرت بثلاثة أضعاف الجزء الأول، اما بخصوص الحلقتين المصورتين في الولايات المتحدة الأمريكية فالمسألة لم تكن اعتباطية، لقد اثبتنا اننا قادرون على منافسة الأمريكيين لو توفرت لدينا نفس الإمكانات .
انتقد البعض ظهور الممثلة وجيهة الجندوبي في العمل واعتبره مسقطا ولم يقدم اي اضافة تذكر؟
نحن مطالبون بتقديم الجديد واضفاء روح مختلفة على العمل واقحام شخصيات متنوعة حتى لا يشعر المشاهد بالملل وهذا الامر معمول به في كل السلسلات العالمية، واما عن وجيهة الجندوبي فقد كان حضورها لتغيير النسق، واعتقد ان ظهورها قدّم الاضافة لكن لو تواصل الى آخر السلسلة كان الامر سيفشل، وبخصوص من انتقد مشاركتها فهذا الأمر عادي ومتوقع ونحن نرحب بكل الآراء بل افيدكم بان هناك من قرر مقاطعة العمل لا لشيء سوى لأنه لا يحب لطفي العبدلي..
«بوليس حالة عادية» هي سلسلة في 30 حلقة وقيامنا ببعض المغامرات والتجديد هو  قصد الخروج من المعتاد وجذب انتباه المشاهد.
هل تخافون من السقوط في الرتابة وفقدان نجاحكم كما حصل مع بعض السيتوكومات ؟
نحن لا نخاف  لاننا ببساطة نسعى كفريق متكامل الى خلق الجديد في كل حلقة والاستعانة بممثلين من الطراز الرفيع وسيناريو السلسلة مدروس باحكام منذ البداية بمعنى اننا نعلم ما نحن مقدمون عليه.
واجهتكم بعض المشاكل مع الأمنيين خلال الجزء الاول وصلت حدّ المحاكم والقضاء، فهل انتهى الاشكال ؟
لقد حلت نهائيا، وهنا اشير الى اننا وجدنا كل الدعم والمساندة من قبل وزارة الداخلية خاصة بعد ان توضحت الرؤية وزال سوء الفهم، وتأكد الجميع ان الهدف من السلسلة ليس التقليل من قيمة «البوليس» بل بالعكس نحن ساهمنا في تقريبه من الشعب واعطاء صورة مغايرة له .
 علمنا انك واجهت بعض المشاكل والاتهامات المتعلقة بالنسخة الجزائرية فهل من توضيح؟
في البداية أؤكد ان النسخة الجزارية التي تحمل عنوان «بـ 73» هي السلسلة الأولى من حيث نسب المشاهدة في الجزائر ولاقت نجاحا كبيرا، وأما بخصوص اتهامي بالتحيّل على القناة الجزائرية فكل ما في الأمر ان صحفيا جزائريا قارن بين سلسلة بوليس الجزائرية بالنسخة الثانية التي تبث على قناة التاسعة والتي عرفت تطورا كبيرا من حيث السيناريو والامكانات مقارنة بالجزء الأول، وهنا اشير الى ان الاتفاق مع التلفزة الجزائرية كان حول اخراج سيناريو الجزء الاول من السلسلة، وهو يفسر الخلط الذي حصل حيث ان المفروض المقارنة مع الجزء الاول من النسخة التونسية وليس الثاني الذي رصدنا له وكما اخبرتكم ميزانية ضخمة .     
 انتظرنا عملا دراميا جديدا لك، لكنك اكتفيت ب «بوليس حالة عادية» فما الذي حال دون ذلك؟
هي مسألة وقت لا غير، حيث انشغلت باخراج  «بوليس حالة عادية» بنسختيها التونسية والجزائرية وقد تطلب مني الامر 7 أشهر تصوير و3 اشهر تحضير اضافة الى عملية المونتاج المتواصلة الى حد الآن .  
ماهي الاعمال الدرامية والكوميدية التي شدت انتباهك؟
صدقا انا لم اشاهد اي عمل الى حد الآن لانشغالي بعملية المونتاج اليومية والتي لم تنته الى حد الآن، حيث أقوم بعملية المونتاج لكلّ حلقة قبل بثها، وقد اخصص وقتا بعد رمضان لاعادة مشاهدة كل الأعمال.
تعرضت السنة الفارطة الى هجوم شرس من قبل الممثل لمين النهدي الذي اتهمك بسرقة فكرة «بوليس حالة عادية»  من سلسلة «الزميل» التي يجسد بطولتها، فهل من جديد؟
هذا صحيح، لكني استمعت مؤخرا الى لمين النهدي في احدى الاذاعات الخاصة وقد اثنى على العمل واكد نجاحه بل وصفه بالممتاز، لقد انتهى الخلاف وطويت الصفحة .
على عكس العادة شدّ انتباهنا خلال رمضان هذه السنة تعمد عدد هام من الممثلين القدح في زملائهم وجل الاعمال ولاحظنا موجة من السبّ والشتم، فماهو تعليقك؟
لا تعليق... فأنا لا اهتم بمثل هذه الامور وان سبّ الممثل زميله او قتله حتى. كل ما يهمني هو ان اشتغل واقدم الاضافة بعيدا عن هذه الترهات.
منْ منَ الشخصيات في الجزء الحالي من  «بوليس حالة عادية» نالت اعجابك؟
جميعهم على قدر عال من الحرفية لكن شخصية رجب التي جسدها الممثل الشادلي العرفاوي كانت مميزة، حيث شكل العرفاوي مفاجأة هذا الموسم، وعموما هناك عديد المفاجآت في انتظاركم كما ستشكل الحلقة الاخيرة منعرجا هاما في العمل..
ماذا بعد  «بوليس حالة عادية»؟
اطمح حاليا الى اخراج عمل عربي ضخم يسوق في كل الدول العربية، وان شاء الله اشرع في تنفيذ هذا المشروع بعد رمضان.

حاورته: سنــاء المــاجري